vendredi 24 mai 2013
04:34

أزمة، أية أزمةٍ؟ قامت كرة القدم الإيطالية

توصيل رسالة تحدٍ إلى خصومها يوم الأربعاء مساءً، و ذلك بانتصار نابولي على فيلاريل و الذي ضمن أن دوري الدرجة الأولى الإيطالي (سيري أيه) سيكون له ممثلين إيطاليين أكثر في المرحلة النهائية لدوري أبطال أوروبا دون أي دولةٍ أخرى. و ذلك بعد أن تم تأكيد أن دوري الدرجة الأولى الإيطالي سيكون عليه التنازل عن أحد أماكنه الأ{بع في بطولة ألمانيا العام القادم على حساب معامل الإتحاد الأوروبي لكرة القدم الآخذ في الانخفاض.
و الآن و في نهاية هذا الأسبوع لن تكون نابولي، إنتر أو ميلان الذين يتصدرون المرحلة المركزية و لكن سيكون هناك فريقين آخرين غير مشاركين على الإطلاق في الدوري الأوروبي. و هنا وصلت دوري أبطال روما إلى نهايةٍ مبكرةٍ و مخزيةٍ مع هزيمة سلوفان براتيسلافا في التصفيات النهائية و يوفينتس، و ذلك بعد أن إحتل المركز السابع في الدوري الإيطالي سيري إيه، و لم يذهب مطلقاً إلى مثل هذا الترتيب البعيد من قبل. و مع ذلك، ستكون مراهنةً آمنةً من أن كل الأعين و الأضواء ستتجه صوب الاستاد الأوليمبي عند التقاء هاذين الفريقين يوم الإثنين المقبل.
و في عام 1981، عندما أسفر رفض هدف موريزيو تورون عن حرمان روما من فرصة قفز يوفينتوس إلى المركز الأول مع بقاء مبارتين فقط على انتهاء ذلك الموسم، فإن تلك الأطراف نشأت بينها منافسةٌ قويةٌ في جميع الأحوال. كما أن رئيس جيلاروسي، دينو فيولا، سيحتج بعد صدور قرارٍ آخرٍ ضد فريقه منذ سنتين مضتا "إن المسألة مع يوفنتوس هي دائماً مسألة سنتيمترات". و قد استجاب نظيره (رئيس) يوفينتوس، جيامبيرو بونيبيرتي، بإرسال حكمٍ في هذه الوظيفة.
و في فترة التسعينات من القرن العشرين، قام مدير روما زدينيك زيمان بإجراء تحقيقٍ مطولٍ حول قضية المنشطات و التي تسببت في وجود تلك "العضلات الغامضة" لجيانلوكا فياللي واليساندرو ديل بييرو. ثم جاء مدير يوفينتوس لوسيانو موغي بدوره و قام بدوره بإثارة غضب الجيلاروسي من خلال توقيع عقودٍ مع بعض اللاعبين مثل باولو سوزا دون علمٍ منهم و رغم أنوفهم. كما أن مشجعي روما استمروا في إتهامهم للحكام بالتحيز ليوفينتوس، و أنهم سيحتفلون بهبوط السيدة العجوز على أثر فضيحة الكالشيو بولي دفاعاً عن مطالبهم.
و لكن بينما تضيف تلك العدواة طويلة الأمد بعضاً من التوابل إلى العلاقات، فإن الظروف الحالية هي ما تجعل من هذه المبارة مناسبة جداً. و لفترةٍ طويلةٍ في العام الماشي، كان لهذين الفريقين تتابعاً في سير الأحداث المتشابهة: بدايةً حملات 2010- 2011 المخيبة للآمال - إنهاء روما بفوزها في مباراةٍ واحدةٍ على يوفينتوس - إلى التغييرات الإدارية و التحول الحيوي في اللاعبين خلال موسم الصيف هذا. و منذ ذلك الحين، على الرغم من ذلك، فقد كان هناك إختلاف جذري حول ذلك الموضوع.
أما بالنسبة لفريق يوفنتوس، فتلك مسألة نجاح يتجاوز أشرس أحلامهم – ففريق أنطونيو كونتي لم يذق طعم الهزيمة في ثلاث عشرة مباراة، وهذا يحدث لأول مرة منذ 1977-98. مجموعة انهزمت العام الماضي داخل ميدانها أمام أندية من قبيل بارما وبولونيا تمكنت هذه المرة من هزم ميلان، الإنتر ولازيو إلى جانب العودة بتعادل من ميدان نابولي. والغياب عن المنافسة الأوربية كان عاملا مساعدا، حيث مكن الفريق من تركيز كل طاقاته على الدوري، إلى جانب جلب لاعبين جدد مثل أندريا بيرلو وآرتيرو فيدال.
ويبدو اللاعب بيرولو، على وجه الخصوص، وكأنه ولد من جديد بعد انتقاله من ميلان – ولقد شارك كرسمي في العديد من المباريات (12) هذا الموسم كما فعل طيلة الموسم الماضي. إبداعه ضروري لفريق وازن من الناحية المالية وقليل الحضور من حيث الدهاء. قال حارس مرمى يوفنتوس جيجي بوفون إثر قدوم بيرلو: "أعتقد أن التوقيع للاعب من هذا المستوى وبالمجان يعتبر صفقة القرن." ويستطرد قائلا: "عندما شاهدته يلعب، قلت "هناك إله."
أما روما فتعيش على النقيض تماما من هذا الوضع، حيث تم استقبال لويس إنريكي في حصة تدريبية مبكرة من طرف مدير ميلان السابق أريغو ساتشي، الذي يشرف حاليا على تكوين شباب الفريق الوطني، بهذه الدعابة: "مرحبا بك في الجحيم". وهو ما تأكد للمدرب، الذي قاطعته جماهير الفريق الأسبوع الماضي إثر تلقي هزيمة أمام فريق فيورنتينا في مباراة عرفت طرد ثلاثة لاعبين من روما. كما أن أخبار الصراعات الداخلية أرخت بظلالها على إعداد الفريق، حيث أوقف دانييل بابلو أوسفالدو بسبب ضربه زميله في الفريق إيريك لاميلا إثر الهزيمة أمام أودينيسي.
ويعود أوسفالدو، هداف روما هذا الموسم، لاستئناف اللعب خلال مباراة فريقه ضد يوفنتوس – لكن يظل دفاع الفريق ضعيفا في ظل توعك بعض اللاعبين وتوقيف آخرين إلى جانب عدم توفر أبرز ثلاثة لاعبين في الوسط الدفاعي. وستواجه روما فريق يوفنتوس من موقع الضعيف، لكن كما علمنا دوري أبطال أوربا هذا الأسبوع: فأحيانا ليس ذلك موقعا سيئا للانطلاق منه.

0 commentaires :

Enregistrer un commentaire