jeudi 23 mai 2013
17:05

خريستو ستويشكوف ... حكاية أسطورة بلاد البلقان التي صنعت مجد البارصا وملكت قلوب الكتلان


ولد النجم البلغاري خريستو ستويشكوف في 8 من فيفري سنة 1966 بمدينة بلوديف البلغارية، حيث كان تعلقه شديدا بعالم كرة القدم منذ نعومة أظافره بما أنه من عائلة رياضية

الأسطورة خريستو ستويشكوف


خاصة أن والده كان حارس مرمى للنادي المحلي للمدينة سبارتاك بلولديف، وكغيره من أترابه فقد كانت الشوارع والأزقة متنفسه الأول والوحيد لإحراج مكبوتاته حتى وصل إلى سن العاشرة، عندها انتقل لأول مرة للعب في أحد الأندية المحلية وهو نادي ماريزا الذي يعتبر ثاني فرق المدينة، ولأنه لم يتحصل على أس عرض رسمي من الأندية المحترفة هناك فقد فضل الشاب الانتقال إل نادي هيبار هارمانلي الذي لعب له لموسم واحد قبل أن ترصده أعين مدرب نادي سيسكا صوفيا مانول مانولوف الذي أصر على جلبه للفريق في الموسم الموالي .
الخدمة العسكرية عطلت بروزه مع "صوفيا"
وفي موسم 1985 انتقل البلغاري إلى نادي سيسكا موسكو العريق، وبما أن الفريق كان يضم العديد من نجوم الكرة البلغارية فإنه لم سكن من السهل حجز مكانة أساسية في النادي، وهو ما جعل اللاعب يتضجر ويطلب توضيحات من مدربه مانولوف، مؤكدا بأنه جاء إلى النادي من أجل اللعب والإفادة وليس من أجل تسخين كرسي الاحتياط، هذا وقد عرف 23 من فيفري 1985 مشاركة اللاعب في أول مباراة رسمية له أمام نادي "تراكيا" لكنه خسرها بنتيجة (3-1)، وفي الوقت الذي كان ينتظر من اللاعب أن يتألق ويبين عن إمكانياته جاء طلب الخدمة العسكرية ليضعه في ورطة حيث غاب عن الفريق لمدة موسم كامل كان يلعب فيها رفقة المنتخب العسكري لبلغاريا، ولكن وبمجرد عودته أصبح اللاعب أساسيا في فريقه بل وتلقى الدعوة أيضا للمشاركة مع المنتخب الوطني .
ثمانية ألقاب في ستة مواسم
بمجرد عودته إلى ناديه أصبح ستويشكوف صاحب 21 عاما قطعة أساسية في التشكيلة الأساسية التي فرضت سيطرتها محليا، ففي وقت وجيز أصبح نادي صوفيا قوة كبيرة بفضل الأهداف الكثيرة التي سجلها البلغاري الصغير، حيث وصلت في الفترة الممتدة بين 1984 و1990 إلى 111 هدفا، وعلى صعيد النتائج فقد استطاع أن يعيد لقب البطولة الذي غاب عن الفريق موسم 1987، وفي الموسم الموالي استطاع اللاعب أن يحرز أول ثنائية له (البطولة والكأس) مع النادي، واستمر ستويشكوف في التألق مع الفريق إلى غاية 1990 تاريخ رحيله، فعلى مدار الست موسم التي قضاها في قلعة صوفيا توج ستويشكوف بثمانية ألقاب جماعية شملت ثلاثة بطولات، أربعة كؤوس، وكأس بلغاريا الممتازة، دون احتساب الألقاب الشخصية والفردية .
أصبح هداف البطولة وأوروبا في ظرف وجيز
النتائج الكبيرة التي حققها نادي صوفيا لها ما يبررها بما أن الفريق كان يضم العديد من النجوم، على غرار بينيف، كوستادينوف، وتريو، وغيرهم لكن ستويشكوف كان حالة خاصة بين كل هؤلاء، فإضافة إلى قدرته على شغل العديد من المناصب في الفريق (استغله مدربه في العديد من المباريات كوسط ميدان دفاعي ) فإنه يتمتع بحس تهديفي كبير، ونادرا ما يضيع أنصاف فرص، وهو ما جعله الرقم واحد في الفريق خلال المواسم التي قضاها هناك، وقد برز بشكل لافت في آخر موسمين له في البطولة البلغارية لكرة القدم، أين توج بلقب الهداف في موسمين متتالين 1989 و1990، هذا الأخير استطاع أن يوقع فيه 38 هدفا باحتساب كل المنافسات وهو ما جعله تحت رادار وأعين أكبر الأندية الأوربية، كما منحه جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في أوروبا .
هكذا خطفه "كرويف" وجلبه للبارصا
في 1989 عاد نادي صوفيا للفوز بلقب البطولة بعد أن تخلى عنها موسم 1988 ليحقق بذلك أول ثنائية له مع الفريق، وهو نفس الموسم الذي شارك فيه الفريق في منافسة كأس رابطة الأبطال الأوروبية (كأس الأندية البطلة سابقا)، حيث تألق النادي البلغاري في هذه المنافسة واستطاع الوصول إلى المربع الذهبي منها ليواجه عملاق الكرة الإسبانية نادي برشلونة الذي كان يمر بفترة زاهية آنذاك، وعلى الرغم من إقصائه أمام "البارصا" في النصف النهائي إلا أن ستويشكوف قدم مردودا رائعا في مباراتي الذهاب والإياب وكان بمثابة السم الناقع في دفاع "البلوغرانا"، والأكثر من ذلك أم استطاع أن يسجل في كلا المواجهتين مما جعل مدرب الكتلان آنذاك وأسطورة الفريق يوهان كرويف يطلب من إدارة النادي التعاقد معه بأقصى سرعة .

الرئيس البلغاري تدخل شخصيا وطلب 4.5 مليون دولار من برشلونة
هذا وقد كان نادي سيسكا صوفيا مدارا ببعض العسكريين في ذلك الوقت الذي اتسم بالمد الشيوعي مما جعله قريبا من السلطة والرئاسة البلغارية، حتى أن بعض المصادر آنذاك أكدت بأن الرئيس هو من طلب جلب اللاعب إلى النادي من فريقه السابق، وبعد أن تقدم النادي الإسباني بطلب للتعاقد معه رفضت إدارة النادي البلغاري الفكرة جملة وتفصيلا بما أن عقده لا يزال ساري المفعول لموسم آخر، وهو ما جعله يبقى عاما إضافيا إلى غاية 1990 تاريخ انتقاله لأول مرة في تجربة احترافية نحو نادي برشلونة، وحسب بعض المصادر البلغارية فإن رئيس البلاد آنذاك تودور جيكوف تدخل شخصيا في إبرام الصفقة التي وصلت إلى 4.5 مليون دولار في عقد يمتد لخمس سنوات كاملة .
البلغاري في معقل "الكتلان" والكل يعشقه لأنه يكره الريال
هذا وتجدر الإشارة إلى أن اللاعب كان شغوفا بنادي برشلونة الإسباني إلى درجة لا يمكن تصورها، فقد كان يحلم باللعب لهذا الفريق منذ مدة طويلة وكان من أكبر مشجعيه، لتكون الفرصة مواتية أمامه بعد توقيعه لعقد يمتد لخمس سنوات مع "البلوغرانا"، وبمجرد وصوله إلى معقل الكتلان أصبح اللاعب محبوب الجماهير رقم واحد ليس فقط لفنياته ومهاراته الكبيرة فقط، وإنما لكره الشديد للغريم التقليدي ريال مدريد والذي صرح به في أكثر من مناسبة، فقد كان يكره أبناء الحكومة على حد زعمه ليسير بذلك على نهج زميله في الفريق لويس أونريكي الذي كان أكثر لاعبي البارصا مقتا لريال مدريد، بالإضافة إلى ذلك فقد كان ستويشكوف الأقرب لكل من الدنمركي لاودروب وباكيرو .
أربعة ألقاب "ليغا" متتالية بأقدام بلغارية
بعد حادثة اللاعب مع الحكم الذي اعتدى عليه بسب إشهاره البطاقة الحمراء في وجهه وعقوبته لمدة ستة أشهر، ظن العديد من المتتبعين أن البلغاري كتب نهايته بيده، لأن الغياب عن الفريق لمدة ستة أشهر في أول موسم ليس سهلا، لكن العكس من ذلك هو الحدث فقد عاد ستويشكوف بأكثر قوة وعزيمة وقاد برشلونة إلى معانقة لقب البطولة حيث سجل 14 هدفا ساهمت بشكل كبير في تتويج البارصا ب "الليغا"، والأكثر من ذلك أنه استطاع قيادة ثاني أقطاب الكرة الإسبانية للتتويج باللقب لأربعة مواسم متتالية: 1991، 1992، 1993، و1994، وعلى مدار خمس سنوات قضاها في معقل الكتلان كان ستويشكوف أحسن هداف للفريق حيث وقع 76 هدفا في 151 مباراة، قبل أن يعود إليه سنة 1996 مرة ثانية .
أهدى الكتلان أول كأس رابطة أبطال
لم يقتصر تألق النجم البلغاري محليا فقط، بل تعداه إلى المشاركة في أفضل منافسة بعد كأس العالم وهي كأس رابطة أبطال أوروبا التي لم يكن الكتلان قد تذوقوا طعمها بعد قبل سنة 1992، وبالفعل كان أنصار البارصا على موعد مع دخول التاريخ بتتويجهم لأول مرة في تاريخهم بهذه الكأس، حيث احتل الفريق صدارة المجموعة الثانية التي ضمت كلا من سبارتا براغا، بنفيكا ودينامو كييف، ليواجهوا في المباراة النهائية صاحب المركز الأول من المجموعة الأولى نادي سامبدوريا الإيطالي، حيث انتهت المباراة بنتيجة سلبية وفي الوقت الإضافي استطاع الهولندي كومان تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 112، ورغم عجزه عن التهديف في هذه المباراة إلا أن ستويشكوف ساهم كثيرا في الوصول إليها رفقة العديد من اللاعبين على غرار المدرب الحالي للبارصا غوارديولا، لا ودروب والحارس سوبيزاريتا .
وأصبح أفضل لاعب في أوروبا
من جهة أخرى تألق نجم المنتخب البلغاري سابقا على المستوى الشخصي وأضاف العديد من الألقاب الشخصية إلى رصيده الثري، حيث لم يمضي سوى موسم له في بطولة "الليغا" الإسبانية حتى أصبح أحد أفضل اللاعبين على الإطلاق، وهو ما جعله يحصل على جائزة "أونز دور" لسنة 1992، متفوقا على العديد من نجوم كرة القدم آنذاك على غرار الهولندي ولاعب ميلان السابق فان باستن الذي حل في المركز الثاني، والفرنسي جين بيار بابان الذي حل في المركز الثالث، وبعد موسمين كان اللاعب على موعد للفوز بالجائزة للمرة الثانية لولا وجود لاعب برازيلي اسمه روماريو الذي كان هو الآخر ظاهرة كروية فريدة من نوعها، ومع ذلك فقد حصل على المركز الثاني من طرف مجلة "أونز دور" متفوقا على الإيطالي باجيو الذي حل ثالثا، وفي ذات الموسم 1994 استطاع الأسطورة البلغاري أن يحصل على جائزة أفضل لاعب أوروبي متفوقا على الإيطاليين باجيو ومالديني الذين حصلا على المركزين الثاني والثالث على الترتيب .
مشاكله مع كرويف عجلت برحيله إلى بارما
لم يكن أحد ينتظر أن يغادر ستويشكوف قلعة الكتلان بعد تألقه لخمس مواسم كاملة رفقة برشلونة حقق فيها العديد من البطولات (أربعة بطولات، كأس رابطة الأبطال وكأس أوروبا الممتازة) بالإضافة إلى ألقابه الشخصية الكثيرة، لكن مشاكله المتكررة مع مدربه الهولندي يوهان كرويف عجلت برحليه عن الفريق خاصة أن الصحافة الإسبانية ركزت كثرا على هذا الجانب وغذته مما جعل اللاعب يفكر في العروض التي وصلته وكان أبزها من إيطاليا على غرار الإنتير وبارما، لينتقل للأخير لموسم واحد فقط مقابل سبعة ملايين دولار آنذاك، ورغم الهالة الإعلامية إلا أن اللاعب لم يقدم الشيء الكثير لفريقه ولم يسجل سوى سبعة أهداف طيلة الموسم، حيث احتل بارما المركز السادس في ترتيب البطولة وكان أفضل ما حققه هو وصله إلى نهائي كأس إيطاليا .
العودة إلى البارصا والوداع بلقب أوروبي جديد
بعد موسم فاشل مع النادي الإيطالي تقرر عودة اللاعب إلى القلعة الكتلانية بعد مصالحة بينه وبين مدربه يوهان كرويف، كما تقرر دفع البارصا ل 33 بالمائة من قيمة صفقة انتقاله لنادي بارما، حيث عاد ستويشكوف إلى الفريق الذي عرف معه شتى أنواع التألق لكنه لم يستطع هذه المرة أن يحقق لقب البطولة لثاني مرة، لكنه حصل على كأس إسبانيا الممتازة، أما أوروبيا فقد شارك ستويشكوف رفقة برشلونة في منافسة كأس الاتحاد الأوروبي (كأس الكؤوس سابقا) واستطاعوا أن يحققوا لقبها سنة 1997، وفي الموسم الموالي لم يحقق ستويشكوف شيئا يذكر على المستوى الشخصي لكنه توج بكأس الكؤوس الممتازة التي كانت آخر لقب له مع برشلونة بالإضافة إلى بطولة "الليغا" .
تجربة آسيوية ونهاية أمريكية
وفور انتهاء عقده مع برشلونة انتقل اللاعب إلى ناديه الأول سيسكا صوفيا حيث لعب معه عدة أشهر دون أن يحقق شيئا، قبل أن يغير مساره ويقرر خوض تجربة جديدة مع نادي النصر السعودي، الذي لعب له موسما واحدا قاده فيه إلى لقب كأس الكؤوس الآسيوية وكأس آسيا الممتازة، لينتقل بعدها إلى نادي كشايوا رايصول الياباني الذي أمضى له لموسمين وتألق معه في الموسم الأول لكنه اضطر لفسخ عقده من أجل العودة لإسبانيا من أجل والد المريض وابنتيه، وفي موسم 2000 عاد اللاعب إلى الملاعب في تجربة جديدة على الملاعب الأمريكية وتحديدا في نادي شيكاغو فاير الذي قضى معه ثلاث سنوات توج معه بلقب كأس الولايات المتحدة الأمريكية، ليختم مشواره كلاعب سنة 2003 في نادي " دي سي يونايتد الأمريكي " .

مشواره مع المنتخب ...
صنع لبلغاريا أعظم اسم وحرم الفرنسيين من التأهل لكاس العالم
بداية ستويشكوف مع المنتخب البلغاري الأول كانت سنة 1986 وسنه لم يتجاوز 21 سنة، لكنه لم يستطع البروز كثيرا خاصة بعد أن تمت معاقبته وانتقاله إلى المنتخب العسكري، لكنه بداية من سنة 1990 أصبح العمود الأساسي للمنتخب والورقة الرابحة في تشكيلة البلغار، وهو ما جعله يصنع رفقة لاعبي جيله من أمثال كوستادينوف، ليتشكوف، بالاكوف، وإيفانوف منتخبا قويا هو الأفضل على مر التاريخ بالنسبة لبلغاريا والذي استطاع أن يرفع علمها عاليا في المحافل الدولية .
قال للفرنسيين سأحرمكم من كأس العالم وفعلها
بداية التألق الحقيقي للاعب مع منتخب بلاده كانت بمناسبة تصفيات كأس العالم 1994 التي أقيمت بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث قدم ستويشكوف وزملاؤه مستوى رائعا في التصفيات مكنهم التنافس على تأشيرة التأهل لبلاد العام سام إلى آخر جولة التي تنقلوا فيها إلى فرنسا لمواجهة الديكة الذين كان يكفيهم التعادل من أجل التأهل، وقبل ذلك كان اللاعب قد أدلي بتصريحات مثيرة أكد فيها بأنه سيحرم الفرنسيين من التأهل إلى النهائيات، فعلى ملعب الأمراء بباريس وأمام أكثر من 60 ألف متفرج انتهى الشوط الأول بتقدم الديكة (1-0)، وفي الشوط الثاني عادل البلغار النتيجة عن طريق المهاجم كوستادينوف، لتسير المباراة نحو التعادل (1-1) إلى غاية الدقيقة 90، أين سدد ستويشكوف كرة من خط 20 متر سكنت شباك الحارس الفرنسي وأعلنت رسميا تأهل بلغاريا إلى المونديال الأمريكي .

مونديال 1994 ... مشاركة رائعة ومرتبة رابعة
تعتبر نهائيات كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية الأفضل في تاريخ بلغاريا كما أنها الأحسن في مشوار ستويشكوف رفقة أسود البلقان، فقد استطاع أن يظهر للعالم الوجه الحقيقي لهذا البلد الكروي، فرغم البداية المتعثرة والهزيمة (3-0) إلا أن اللاعب وزملاءه عادوا بقوة وحققوا التأهل إلى الدور الثاني بعد فوزين كبيرين على الأرجنتين واليونان، وكعادته ترك اللاعب بصمته بثلاثة أهداف، وفي الدور الثمن نهائي سجل ستويشكوف أمام المكسيك لكن الفريقين لجآ إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للبلغار بواقع (3-1)، وفي الدور نصف نهائي أزاح ستويشكوف الماكينات الألمانية بعد أن عادل النتيجة في الدقيقة 75 بكرة ثابتة صفق لها العالم بأسره لروعتها قبل أن يضيف زميله ليتشكوف الهدف الثاني بعد ثلاث دقائق وتتأهل بلغاريا إلى المربع الذهبي، أين لاقت إيطاليا البطلة التي فازت عليها بهدفي باجيو ومع ذلك فقد استطاع الأسطورة أن يقلص الفارق (2-1)، وفي المباراة الترتيبية انهار المنتخب البلغاري وخسر برباعية كاملة سجلت كلها في الشوط الأول .
توج هدافا لكأس العالم
هذا وقد ختم ستويشكوف مشاركته الرائعة في مونديال أمريكا بتتويج شخصي، حيث حصل على لقب هداف المونديال مناصفة مع الروسي أولاغ سالينكو الذي سجل نفس العدد من الأهداف رغم أن منتخب بلاده أقصي من الدور الأول(سجل خمسة أهداف في مباراة واحدة)، وجاءت أهداف البلغاري في جميع المباريات تقريبا حيث سجل هدفين في مرمى اليونان، هدف في مرمى الأرجنتين، هدف أمام المكسيك، هدف أمام ألمانيا، وكان آخر أهدافه في المونديال أمام المنتخب الإيطالي .
مونديال 1998 ... بداية الانكسار وهزيمة من عار
قبل مونديال 1998 كانت بلغاريا بقيادة ستويشكوف قد قدمت مستوى مشرفا في كأس أمم أوروبا 1996، وباعتبارها صاحبة المركز الرابع في المونديال الماضي فقد كان الجميع يتوقع تقدم مستوى مماثلا لكن العكس هو الذي حدث، فقد خرج البلغار من الدور الأول بعد تعادل أمام باراغواي وهزيمة من نيجريا، لكن أسوء ما كان في هذا المونديال بالنسبة لستويشكوف هو الهزيمة الثقيلة والنكراء أمام المنتخب الإسباني (6-1)، والتي جعلت المنتخب يعيش دوامة من المشاكل عجلت بانكساره ونهايته عهده الذهبي .
من مدرب حراس برشلونة إلى مدرب المنتخب البلغاري
بعد اعتزاله كرة القدم موسم 2003/2004عاد ستويشكوف إلى نادي برشلونة ولكنه هذه المرة ليس كلاعب ولكن كمدرب، حيث أسندت له مهمة تدريب وتحضير مهاجمي الفريق، لكن مسئولي المنتخب البلغاري استنجدوا به في نفس الموسم لخلافة المدرب بلامين ماركوف الذي تمت إقالته بعد فشله في كأس أمم أوروبا 2004، حيث تولى زمام الفريق في 15 جوان من نفس العام، لكنه لم يقدم الشيء الكثير بدليل عجزه عن تأهيل المنتخب إلى مونديال 2006 بألمانيا ليقدم استقالته في 10 أفريل 2007 ويلتحق بنادي سيلتا فيغو الإسباني للإشراف عليه، قبل أن يدرب نادي ماميلودي الجنوب إفريقي .

الوجه الآخر لستويشكوف ...
لاعب متعصب وكثير الغضب
لا شك أن جميع من شاهد الأسطورة ستويشكوف فوق أرضية الميدان يدرك بأنه لاعب خارق للعادة، فهو يتميز بالسرعة، الخفة والحنكة في اللعب، بإضافة إلى غريزة الأهداف التي ميزته عن باقي لاعبي جيله، سواء مع الأندية التي لعب لها كبرشلونة التي أصبح أحد رمزها عبر التاريخ أو المنتخب البلغاري الذي قاده إلى منصات التتويج وأصبح اسمه متداولا مع أكبر المنتخبات في أوروبا أو العالم، لكن عيبه الوحيد كان عصبيته الزائدة شجاره المتكرر سواء مع لاعبي الخصوم، الحكام، أو حتى الجماهير، وهو ما خلق له العديد من المشاكل وكاد يقضي على مشواره الكروي مبكرا في أكثر من مرة، والحوادث في ذلك كثيرة .
مسيرته كادت تتوقف باكرا لولا "العفو الشامل"
ومما يبين ذلك بوضوح هو ما حدث للاعب في أول مسيرته الكروية عندما كان لاعبا شابا لم يبلغ سن العشرين، حيث وبعد نهاية مباراة نهائي كأس بلغاريا أمام نادي ليفسكي التي خسرها فريقه راح اللاعب إلى غرف ملابس الفريق الخصم واعتدى على بعض لاعبيه، كما قام بتكسير الكراسي والنوافذ والعديد من المستلزمات، وهو ما جعل الاتحاد البلغاري يسلط عليه عقوبات قاسية بالإقصاء مدى الحياة، لكنه لم يكترث لذلك وانضم لنادي سيسكا صوفيا في الفريق العسكري، وبقي هناك لمدة موسم واحد قبل أن يصدر قرار العفو الشامل عن جميع اللاعبين المعاقبين وهو ما جعله ينقذ مسيرته الكروية التي كادت أن تتوقف باكرا بسبب فعل متهور .

أوقف ستة أشهر بعد أن ضرب حكما أشهر له البطاقة الحمراء
بعد انتقل البلغاري من نادي سيسكا إلى بطولة "الليغا" الإسبانية وتحديدا إلى نادي برشلونة، ظن البعض أنه سيتخلى عن طباعه المشينة نظرا لمستوى البطولة الإسبانية مقارنة بالبلغارية وكذا النجوم الكبيرة التي تعج بها، بالإضافة إلى تاريخ البلوغرانا الكبير الذي لا يسمح بمثل هذه التصرفات، لكن "الثور" كما كان يلقب أثبت عكس ذلك، فلم يمض طويلا عن وصوله إلى معقل الكتلان وفي أول موسم له مع الفريق اعتدى على أحد الحكام وضربه بطريق وحشية أمام مرأى الجميع لأنه أشهر في وجه البطاقة الحمراء بسبب تعمده الخشونة مع أحد اللاعبين، وهو ما جعل الاتحاد الإسباني لكرة القدم يوقفه لمدة ستة أشهر، ولكنه وعلى الرغم من ذلك فقد عاد بأكثر قوة واستطاع أن يقود البارصا لمعانقة قلب "الليغا" .
ضرب مشجعا طلب منه "أوتوغراف" ورمى القميص بسبب تصفير الجمهور
ومن أشد ما قام به اللاعب عداوة ويبين بجلاء أنه لاعب عدواني ومتعصب في الكثير من الأحيان هو اعتداؤه على أحد مناصري برشلونة الذي قدم إليه من أجل أخذ "أوتوغراف، حيث وقعت هذه الحادثة أياما قليلة فقط بعد إقصائه لمدة ستة أشهر من طرف الاتحاد الإسباني فبعد نهاية إحدى الحصص التدريبية للفريق قام أحد عشاق النادي بالتقدم نحو سيارة ستويشكوف وطلب منه توقيعه، لكن يبدو أن اللاعب لم يكن في مزاجه فخرج من سيارته وطرح المشجع أرضا وأشبعه ضربا، ولم تكن تلك الحادثة فقط دليلا على حدة هذا اللاعب فقد أظهر بأنه صاحب مزاج صعب حتى لو تعلق الأمر بالمنتخب البلغاري، ففي إحدى مبارياته أمام المنتخب المكسيكي في العاصمة البلغارية صوفيا، وفي الوقت الذي استطاع فيه الزوار تعديل النتيجة أظهر ستويشكوف لا مبالاة بالنتيجة مما جعل الجماهير تصفر عليه، لكنه رد ببرودة أعصاب كبيرة حيث نزع قميصه ورماه في منتصف الملعب ثم غادر أرضية الميدان .
لاعب أمريكي سابق يطالبه بتعويض 5 مليون دولار بعد أن كسر ساقه
ورغم مرور العديد من السنوات مازالت آثار عدوانية اللاعب ظاهرة، فقد نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية خبرا مفاده أن "فريدي ليرينا" وهو لاعب أمريكي سابق قد رفع دعوى قضائية ضد نجم البارصا السابق "خريستو ستويشكوف" مطالبا إياه بتعويض مادي كبير بلغ 5 ملايين دولار لتسببه في كسر ساقه أثناء التحام بينهما في مباراة ودية أقيمت عام 2003م بأمريكا، ووفقا للصحيفة فإن اللاعب حينما تعرض لذلك الحادث  أوقفت المباراة في حينها وتم نقله للمستشفى مباشرة لخطورة الموقف  وشخصت حالته فتبين فيما بعد أنه يعاني من كسر في الساق، الأمر الذي دفع اللاعب الأمريكي إلى رفع الدعوى ضد النجم البلغاري بسبب الأضرار الكبيرة التي تعرض لها والتي منها ما هو فني وصحي حسب تعبير ، من جهته علق "ستويشكوف" على هذا الأمر بقوله : "سأترك الأمر للمحامي الخاص بي، مع علمي أن القضية أغلقت أساساً , ولا يهمني ما تقول الصحافة هنالك .
بعيدا عن الميداين ...
لقب ب "الثور" و "الشيطان" بسبب عصبيته
هذا وقد جلبت هذه العصبية الزائدة الكثير من المشاكل سواء في حياته الرياضية أو اليومية، لكنه يبقى رغم كل ذلك محبوبا عند فئة كبيرة من عشاق كرة القدم نظرا لفنياته الكبيرة وأهدافه الساحرة، التي تنسي الجميع ما يفعله في لحظة طيش وهو ما جعل العض يلقبه ب "الشيطان"، أما البعض فقد فضل أن يطلق عليه لقب "الثور" للطريقة التي يهيج بها أمام الخصوم، كما أطلق عليه لقب "المجنون" لأنه كان يقوم بأفعال يصعب القيام بها، لكنه لم يكن يكترث بما يقال عنه وكان يفضل مواصلة الطريق بالأسلوب الذي يحبذه .
حياته الزوجية بقيت بعيدة عن الأضواء
أما الحياة الخاصة فيمكن القول بأن اللاعب لا يحب الظهور كثيرا عندما يتعلق الأمر بالأمور الشخصية وخاصة العائلية، فهو قليل الظهور أمام شاشات الكاميرا رفقة زوجته ماريانا التي كان قد تزوج بها سنة 1986، وأنجبت له بنتين هما ميشالا البالغة من العمر 24 سنة، وكريستينا البالغة من العمر 22 سنة، وهو يعتبرهما أعز ما يملك ويعمل جاهدا على سعادة حياتهما .
يحب التزلج على الجليد ويعشق أفلام "الأكشن"
هذا وقد أظهر البلغاري أنه لاعب كبير وشخص يحب النظام، فعلى الرغم من أن الفترة التي كان فيها لاعب كرة كانت تشغله كثيرا إلا أنه لم يكن يضيع أسرته حيث غالبا ما كان يقضي عطلة الأسبوع رفقتها، كما كان يفضل قضاء العطلة السنوية في ممارسة التزلج على الجليد التي تعتبر هوايته الثانية بعد كرة القدم، والتي مازال يمارسها رغم تقدمه في السن، كما يعتبر أسطورة البارصا مولعا بأفلام "الأكشن" التي يعشقها إلى حد النخاع، حيث يعد أرنولد شوازنيغر، ستالون، براد بيت، بونديراس، ودينيرو أفضل ممثليه .
البطاقة الفنية:
الاسم واللقب: خريستو ستويشكوف
اللقب: الثور، الشيطان
تاريخ ومكان الازدياد: 8 فيفري 1965 ببلوديف (بلغاريا)
الجنسية: بلغاري
الطول: 1.78 م
الوزن: 84 كغ
المنصب: مهاجم
رقم القميص: 8
الأندية التي لعب لها:
1982-1984: هيربوس
1984- 1990 سيسكا صوفيا
1990-1995 برشلونة
1995-1996 بارما
1996-1998 برشلونة
1998: النصر
1998-1999: كاشيوا
2000-2003 شيكاغو فاير
2003: دي سي يونايتد
تتويجاته مع الأندية:
مع سيسكا صوفيا:
البطولة البلغارية ثلاث مرات: 1987، 1989، 1990
كأس بلغاريا أربع مرات: 1985، 1987، 1988، 1989
كأس بلغاريا الممتازة: 1989
مع برشلونة:
بطولة إسبانيا خمس مرات: 1991، 1992، 1993، 1994، 1998
كأس إسبانيا مرتين: 19997، 1998
كأس إسبانيا الممتازة أربع مرات: 1991، 1992، 1994، 1996
كأس رابطة الأبطال: 1992
كأس الكؤوس الأوروبية: 1997
كأس أوروبا الممتازة: 1992، 1997
كأس ما بين القارات: 1992
مع النصر:
كأس كؤوس آسيا: 1998
كأس آسيا الممتازة: 1998
مع شيكاغو فاير:
كأس الولايات المتحدة الأمريكية: 2000
مع المنتخب البلغاري:
المركز الرابع في كأس العالم 1994
تتويجات شخصية:
هداف كأس العالم 1994
الكرة الذهبية: 1994
هداف البطولة البلغارية: 1989، 1990
جائزة "أونز دور": 1992
جائزة أفضل لاعب أجنبي في البطولة الإسبانية: 1994

0 commentaires :

Enregistrer un commentaire